السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
فضل أيام عشر ذي الحجة والأعمال الواردة فيها
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد …
فضل عشر ذي الحجة :
الأول :
أداء الحج والعمرة ، وهو أفضل ما يعمل ، ويدل على فضله عدة أحاديث منها
قوله صلى الله عليه وسلم : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج
المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) وغيره من الأحاديث الصحيحة .
الثاني :
صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها – وبالأخص يوم عرفة – ولاشك أن جنس
الصيام من أفضل الأعمال وهو مما اصطفاه الله لنفسه ، كما في الحديث القدسي
: ( الصوم لي وأنا أجزي به ، انه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ) وعن
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله ، إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن
النار سبعين خريفاً ) متفق عليه . ( أي مسيرة سبعين عاماً ) ، وروى مسلم
رحمه الله عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صيام يوم
عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده )
الثالث :
التكبير والذكر في هذه الأيام . لقوله تعالى : ( وَيَذْكُرُوا اسْمَ
اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ) وقد فسرت بأنها أيام العشر ، واستحب
العلماء لذلك كثرة الذكر فيها لحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن أحمد رحمه
الله وفيه : ( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) وذكر البخاري
رحمه الله عن ابن عمر وعن أبي هريرة رضي الله عنهم انهما كانا يخرجان إلى
السوق في العشر ، فيكبرون ويكبر الناس بتكبيرهم . وروى إسحاق رحمه الله عن
فقهاء التابعين رحمة الله عليهم انهم كانوا يقولون في أيام العشر : الله
أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد . ويستحب رفع الصوت
بالتكبير في الأسواق والدور والطرق والمساجد وغيرها ، لقوله تعالى : (
وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ) ولا يجوز التكبير الجماعي
وهو الذي يجتمع فيه جماعة على التلفظ بصوت واحد ، حيث لم ينقل ذلك عن
السلف وانما السنة أن يكبر كل واحد بمفرده ، وهذا في جميع الأذكار
والأدعية إلا أن يكون جاهلاً فله أن يلقن من غيره حتى يتعلم ، ويجوز الذكر
بما تيسر من أنواع التكبير والتحميد والتسبيح ، وسائر الأدعية المشروعة
الرابع :
التوبة والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب ، حتى يترتب على الأعمال المغفرة
والرحمة ، فالمعاصي سبب البعد والطرد ، والطاعات أسباب القرب والود ، وفي
الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ان
الله يغار وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه ) متفق عليه .
الخامس :
كثرة الأعمال الصالحة من نوافل العبادات كالصلاة والصدقة والجهاد والقراءة
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك فانها من الأعمال التي تضاعف
في هذه الأيام ، فالعمل فيها وان كان مفضولاً فأنه أفضل وأحب إلى الله من
العمل في غيرها وان كان فاضلاً حتى الجهاد الذي هو من أفضل الأعمال إلا من
عقر جواده واهريق دمه